نسـاء يجمعـن الحصــاد للفنان الفرنسي جان فرانسوا ميلليه

نسـاء يجمعـن الحصــاد للفنان الفرنسي جان فرانسوا ميلليه

Jean-François Millet, the Gleaners, 1857

يمكن تصنيف ميلليه باعتباره فنانا واقعيا، وهذا ما يوحي به عالمه المتجسد في لوحاته
ولوحته هنا تعتبر بإجماع معظم نقاد الفن إحدى روائع الفن الكلاسيكي العالمي، ويمكن للمرء بسهولة أن يتعرف على أسلوب هذا الفنان الذي يعطي أهمية فائقة للتفاصيل، كالملابس وحركة الجسد وتوزيع اللون
في “نساء يجمعن الحصاد” تبدو مجموعة من النساء المجهولات وهن منهمكات في جمع بقايا البذور المتخلفة عن موسم الحصاد في حقل مذهّب قبيل ساعة المغيب
هذه اللوحة أثارت جدلا واسعا في فرنسا وقتها، فنقاد الفن لم يستحسنوا فكرة أن ُيصوّر الفلاحون في هيئة من الاحترام والهيبة أو أن تصبح هذه الطبقة المجهولة والمتواضعة والمهمشة موضوعا رئيسيا في عمل فني
ومن هنا تنبع أصالة هذا الفنان الذي رفض المسلمات الكلاسيكية وأصر على تصوير المفردات البسيطة للحياة اليومية ، ولهذا السبب ُسمّي “مصور الفلاحين
اللوحة أهداها لمتحف اللوفر الفرد شوشارد الذي كان قد دفع في بدايات القرن الماضي حوالي المليون فرنك فرنسي من اجل استردادها من الولايات المتحدة
ينحدر جان فرانسوا ميلليه من عائلة فلاحية صغيرة ، ولم يكن مستغربا أن يكرس فنه لتصوير حياة الريف وان يخلع على الفلاحين الذي يظهرون في رسوماته صفات البطولة والنبل والكرم
أما تأثير ميلليه على الفن الأوربي فكان تأثيرا هائلا، فقد شجع بودين واثّر كثيرا في مونيه وبيسارو، بل إن فان غوخ نفسه استوحى أفكار بعض لوحاته من صور ميلليه
وهناك من النقاد من يقول إن ميلليه بأسلوبه الفني المتفرد كان هو الملهم الأول لاتباع المدرسة الفنية الجديدة التي جاءت بعده مباشرة ، أي الانطباعية
وأخيرا، في “نساء يجمعن الحصاد” أجواء ضبابية وألوان دافئة، رغم أن المشهد نفسه يعبر عن صورة من صور العوز والفقر المدقع

بورتريـه الشاعـر الفقيـر للفنان الألمـاني كـارل شبـيتــزوغ

بورتريـه الشاعـر الفقيـر للفنان الألمـاني كـارل شبـيتــزوغ

Carl Spitzweg, The Poor Poet, 1839

هذه اللوحة مشهورة ليس في ألمانيا، بلد الرسّام، فحسب، وإنما خارجها أيضا؛ في أوربّا وأمريكا وغيرهما.
وقد كشف استفتاء اجري مؤخّرا عن أن اللوحة تحتلّ المركز الثاني في قائمة الأعمال التشكيلية الأكثر تفضيلا عند الألمان. ويأتي قبلها الموناليزا وبعدها مباشرة لوحة البريخت ديورر “أرنب برّي صغير”.
أما صاحب اللوحة، كارل شبيتزوغ، فهو نفس الفنان الذي رسم في ما بعد دودة الكتب The Bookworm، وهي لوحة مشهورة جدا يعرفها عشّاق الكتب والمعنيّون بأمور الثقافة عموما.
ومن الواضح أن معظم أعمال شبيتزوغ تستمدّ موضوعاتها من رؤية الفنان إلى أحوال الطبقة الألمانية الوسطى، خاصّة المثقفين، خلال القرن التاسع عشر.
في هذه اللوحة يصوّر الفنان حال الشاعر معتمدا على الصورة النمطية المألوفة عن الشعراء .
فهم مثاليون وحالمون وميّالون لان يعزلوا أنفسهم عن واقع المجتمع. وهم يكرّسون كلّ وقتهم وجهدهم للكتابة والتأمّل والإبداع.
ثم إن معظم الشعراء، رغم إبداعهم وذكائهم وتميّزهم، غالبا ما يعيشون حياة فقر وعَوَز.
في اللوحة نرى شاعرا مستلقيا على سرير خشبي متهالك في غرفة بائسة.
ومحتويات الغرفة وشكلها، من الجدران إلى الأرضية والسقف، بالإضافة إلى هيئة الرجل الرثّة، كل ذلك يشي بمستواه الاجتماعي وربّما أيضا بشدّة إحساسه بالوحدة. وغالب الظنّ أنه يعيش وحيدا دون عائلة.
لكن بالرغم من ظروف الشاعر الصعبة، ورغم انه يرتجف من شدّة البرد، فإنه يبدو منهمكا في التفكير والكتابة.
ولأن الشاعر لا يرضى إلا أن يكون نتاجه في غاية الكمال والنضج والإتقان، يبدو الرجل وقد أحرق بعض أوراقه في المدفأة. وهناك على الأرض رزمة أخرى من الأوراق تنتظر نفس المصير.
وكلّ ما في غرفة الشاعر من موجودات وأشياء يدلّ على الفقر المدقع. وواضح أن كلّ ما يمتلكه لا يتعدّى قبّعة وعصا وربطة عنق بسيطة. بالإضافة إلى المظلة التي تركت مفتوحة ومعلقة في السقف.
لكن رغم حالة البؤس والعوز التي تكتنف المشهد، فإن الرسّام حرص على أن يضمّنه بعضا من روح المرح والدعابة.
وهذا واضح من طريقة رسمه لملامح وجه الشاعر وعدد وأحجام الكتب التي أحاط بها نفسه وكذلك الكيفية التي يمسك بها القلم.
وقد اتبع الفنان نفس الأسلوب في لوحته الأخرى عندما رسم وجه المثقّف العجوز وطريقة وقوفه وإمساكه بالكتب بطريقة لا تخلو من السخرية والكاريكاتيرية.
كان كارل شبيتزوغ متأثّرا بأعمال كل من جون كونستابل وديلاكروا.
وكان يهتمّ بملاحظة الخصائص والسلوكيات الإنسانية مع ميل إلى توظيف روح السخرية في لوحاته، وهو أسلوب أدّى إلى انه أصبح قريبا من وجدان العامّة الذين كانوا يحبّون لوحاته ويرتاحون لموضوعاتها.
وقد عاش شبيتزوغ في عصر كانت فيه الرومانسية في طريقها إلى الانحسار لصالح المدرسة الواقعية التي تعنى بمشاكل الناس وتصوير مظاهر الحياة اليومية للأفراد العاديين.
في تلك الفترة كان الموسيقي فرانز شوبيرت قد بدأ يحظى بالاهتمام والشهرة بموسيقاه التلقائية والسهلة على حساب بيتهوفن الغارق في رومانسيته وانضباطه وصرامته.
كما بدأ الناس ينصرفون عن الشعر الكلاسيكي لمصلحة شعر التفعيلة أو الشعر الحديث.
ربّما أراد كارل شبيتزوغ أن يقول من خلال لوحته هذه أن على الشاعر، والمبدع عموما، ألا يعزل نفسه عن حركة المجتمع وانه لا بدّ أن يجد له وظيفة نظامية يعتاش منها وينفق من دخلها على نفسه. وإلا بقي حاله كحال هذا الشاعر المعدم الذي بالكاد يجد ما يكفي حاجته أو يوفّر له الحدّ الأدنى من مقوّمات العيش الكريم.

كاريكاتير سماح فاروق

كاريكاتير سماح فاروق



















اهداء سماح فاروق

Adolfo Estrada

Adolfo Estrada

كاريكاتير سماح فاروق

كاريكاتير سماح فاروق






ايمان حكيم

ايمان حكيم

Eugene Boudin


مدارس التصوير الزيتى واشهر الرسامين

مدارس التصوير الزيتى واشهر الرسامين

مدارس التصوير الزيتى واشهر الرسامين

يعتبر فن التصوير الزيتي واحداً من الفنون الهامه التي تبرز امكانيات الفنانين المصورين ….في كل بلد من بلدان العالم ، وأصبح لكل دوله أو حضاره مدرسه خاصة بها ، تميزها عن سائر المدارس الأخرى .
وحينما نتناول دراسة التصوير الزيتي على الكانفاس نجد أنه قد عرف في أواخر العصر القوتي حيث كانت الكنيسه والكاتدرائيه هما المركز الرئيسي للمجتمع المسيحي ، وفي تلك الفتره (1150- 1400) وقد انتشرت المسيحية انتشارا واسعا بين دول منذ القرن الحادي عشر واستمر انتشارها حتى القرن الثالث عشر حيث أحدثت ازدهاراً حضارياً عظيماً أدى إلى خلق كيان ثقافي ، وعلمي متماسك بين البلدان الأوروبية ، ولقد تجلى ذلك بوضوح على ميدان التصوير .
وبحلول القرن الثالث عشر كانت فرنسا تمثل محوراً من محاور تلك الحضارة المسيحية ولقد كان ازدهار الفن القوطي Gothic Art في فرنسا من أهم عوامل بلوغها ذلك المركز الريادي بين سائر الدول الأوربية ، ولقد تميزت بهذا الفن ، ومن خصائص هذا الفن معالجة لفنون العصور الوسطي ، والفن الروماني ، نحو الطبيعة من حيث خطوطه وأشكاله ، ومواضيعه ، ولقد تطبعت معظم البلاد الأوربية الأخرى بالطابع القوطي الفرنسي [1] بينما يلاق الطراز القوطي لأمن الإيطالية حيث لعبت إيطاليا دورا قياديا في فن التصوير منذ أواخر القرن الثالث عشر ، وذلك بفضل المصورين الذين قاموا باكتشافات جديدة ثورية حررت من التصوير من سيطرة التقاليد القديمة . فإذا بحثنا في منابع الفن الإيطالي في القرن الثالث عشر نجد انه كان متأثر بتقاليد الفن البيزنطي ، الذي جاء من الشرق بعد فتح الصليبيون للقسطنطينية .
وساهم في هذا التطور عدد من المصورين الموهوبين أمثال جوفان تشيمابوي في الفترة 1240 – 1302 و”دي ندونجا ” في الفترة ما بين 1266-1337 و”سيمون ” مارتني من 1284- 1344 ، واستمر تطور الفن في عصر النهضة ، فنجد إيطاليا ، وعلى رأسها فلوزنا فابتكرا جديدا في مجال التصوير حيث ابتعد عن الطراز القوطي الدولي وعرف باسم عصر النهضة المبكرة ، بينما ظهر في بلاد الأراضي المنخفضة في الشمال طراز فني جديد به ملامح من الطراز القوطي الدولي .
وكان اكتشافات العلمية والواقعية التي تميز بها مصورو الشمال اثر في تقوم من عصر النهضة .

عصر النهضة kenaisanse

يعتبر عصر النهضة هو الاساس الذي قامت عليه المدينة الحديثة ، وهو يمتد بصفة عامة من سنة 1400 إلى سنة 1600 .[1]
حيث بدأت بشائر حركة حضارية جديدة تنتشر خبر بلدان أوربا خلال القرن الخامس عشر الميلادي ، تستهدف الاستفادة من التراث القديم ، عرفت باسم حركة الاحياء ، او النهضة the Renaisanse وسمي العصر باسمها . [2]
وارتبطت هذه الحركة بازدهار عظيم في جميع مجالات الفكر ، والفن وانتشرت عبر جميع بلاد أوربا ، غير انم بدايتها قد ارتبطت بايطاليا ، فاعتبرت هي المنبع الرئيسي لانبثاق تلك النهضة [3] التييعتبرها المحللون نثاجا من اختزال عدة حضارات ، وهي حضارة العصور الوسطي ،وحضارة الإغريق ، والرومان ، والحضارة الإسلامية .
وقد وصف عصر النهضة بعصر النظام في الفكر ويتميز هذا العصر بالعودة إلى الحياة ، والعلم ، واكتشاف الكون ، والإنسان والتطلع إلى أسرار الطبيعة ، حيث ابتعدت عن الاستغراق في الرموز الكهنوتية والأشكال التجريدية ، واخذ يقترب من الطابع الدثيوي الحسي ، حتى في تناوله للموضوعات الدينية . وهكذا عاد الفنان الأوربي إلى محاكاة مخلوقات الأرض وصابر من اجل الوصول إلى التقارب المنشود فاهتم بالكتلة والتجسيم والإلهام بالتطور وساعدت في ذلك ابتكار الألوان الزيتية وتميزها بطبيعتها اللينة الطبيعية .

ويهدف فن عصر النهضة في جميع بلدان أوروبا إلى أحياء الفن الإغريقي القديم الذي يؤمن بان الإنسان هو محور الكون ، وكان علم التطور الهندسي ،هو دعامة البناء لديهم لتحقيق البعد الثالث ، وتحديد المسافات ، والأحجام ، والنسب ، ومنذ ذلك الحين تمكن الفنان الغربي من نقل الطبيعة ثلاثية الأبعاد إلى المسطح التصويري ذي البعدين ، وحرص على مظهرها الواقعي كما تبدو في الحقيقة . حيث شيدت اللوحة بالنافذة التي تطل على الحياة بكل أشكالها ونماذجها ، وقد ظلت هذه القاعدة متداولة في فنون عصر النهضة الإيطالية الذي كان بمثابة احياء للأمجاد الإغريقية .[4] فقد تميزت أعمال الفنانين بالرؤية المتحررة ، حيث أدخلو في أول الأمر إلى جانب الموضوعات الدينية موضوعات جديدة من المناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية ، واتسع مجال الفن في التعبير . فقد كان المصورون الأوائل في تلك الفترة يستخدمون طبقات رقيقة من الألوان فرشاه رقيقة ،ومرهفة التي
كانت في كثير من الأحيان تختفي عن النظر . [1]ولقد امتاز عصر النهضة بعدد عظيم من الفنانين ويعتبر ” جيوفاني تشيمابوي ” بحق هو صلة الوصل بين التقاليد الفنية البيزنطية ، وثورة الفن في بداية عصر النهضة ، حيث امتازت أعماله بعمق الإحساس العاطفي ، الذي يظهر في الخطوط المحيطة بأشكاله ، وتعبيرات الوجوه ،فلقد توصل الفنان ” تشيمابون في أعماله إلى تحقيق قيمة التجسيد الدرامي.

طراز الباروك Baroque style

استمرت المحاولات ،والتجارب التي بدأت في عصر النهضة حتي القرن السابع عشر الميلادي والذي يمكن أن يطلق عليه صفة التجريبية ، نظرا لتجلي روح التجريب على جميع مجالات الحياة ، والعلوم.
فنجد أن فن الباروك دار في دائرة التقاليد التي بدأها عصر النهضة من مشابهة للواقع المرئي إلا أن طراز الباروك اتسم بقوة اكبر في التعبير ، وحرية الصياغة الفنية ، نجحت أحيانا إلى المبالغة في إظهار الانفعالات العاطفية ،[2] ومن هنا تخطي فن التصوير البار وكي الحدود التي فرضها عصر النهضة ، وتخلي عن قواعد التعبير لمألوف المتمثلة في الحفاظ على استقامة الخطوط ، وهيبة المواضيع [3] لذلك يرجح بعض المؤرخون أن كلمة باروك Baroque اصلها روماني . ويقصد بها كل ما هو منافي للقواعد والنسق العام ، الذي أحتاط الناس عليه ، والبعض الآخر يرجح ان مصدرها أسباني Barrack وتصف اللؤلؤ غير المنظم في شكله [4] أي ان الخروج عن المألوف وعدم الانتظام هو سبب اطلاق ذلك الاسم على فنون الفترة ما بين 1600 م إلى 1750 م المسماري بالباروك والمتأخر لطراز الباروك يلاحظ ان يجمع بين النزعة الدونية ، مع الاهتمام المتزايد بالفرد كنواه للمجتمع .[5]
وتتجلي العبقرية التشكيلية في فرنسا خلال هذا القرن ، في فن التصوير على الاخص وتمكن تلك العبقرية في توافر مجموعة من المصورين الفرنسيين المتميزين ، ومن أهم المصورين الفرنسيين ” نيكولا بوسان ” (1594 –1669 ) ، وكذلك من ابرز مصورين طراز الباروك في بلاد الشمال في اقليم الفلمنك بول روبنز (1577-1640 ) وفي اقليم هولندا الفنان رمبرانت .

طراز الروكوكو Rococo style

كلمة روكوكو مستحدثة من كلمة الصدفةRocaile الغير منتظمة الشكل ذات الخطوت المنحنية ، التي ساعدت على تشكيل الزخارف الشائعة العصر .

ولقد ظهرت ملامح طراز الروكوكو في اواخر القرن السابع عشر ، وتميز بطابعة اللطيف الناعم ذي الزخارف العديدة ، وحلاوة الشكل ، لذلك نلاحظ ان القيم الدرامية التي ميزت التصوير في عصر الباروك شكلا ومضمونا ، قد تلاشت في الروكوكو واستبدلت بمثاليات جمالية خاصة تتسم الرؤية فيها بالتركيز على الامتاع البصري العابر ، والنزح إلى الحسية والترف الزائد ، وادخال السرور على النفوس [1]فأخذ المصورون يرسمون صورا للحياة الحافلة بالمسرات ، والمظاهر المتأنقة التي غلبت عليها مواضيع المرأة العاطفية الرقيقة في مشاهد مغمورة بالسعادة والالوان المبهجة ، وقد انحسر هذا الطراز بقيام الثورة الفرنسية عام 1789 م ، وحلت محله الكلاسيكية الحديثة كرد فعل لهذه الرقة المفرطة اتتمد مقوماتها من الفنون الاغريقية الرومانية عرف باسم الكلاسيكية الجديدة ، وكان يمثل فن الروكوكو المرحلة الاخيرة من التصوير ، الذي بدأ بعصر النهضة وهذه المرحلة الأخيرة كان فيها مازال مسيطرا على نحو مطلق .[2]
ومن اشهر فنانين طراز الروكوكو المصور ” انطوان واتو ” فراتوا بوشية ” و ” هوزية مزاجونارد” .
الحركات الفنية الحديثة

الكلاسيكية الجديدة New classical

الكلاسيكية الجديدة ، هي حركة فنية تعبر عن تحول طبيعي إلى فنون الاغريق القديمة لمواجهة مطالب النظام الجمهوري بعد قيام الثورة الفرنسية [1] حيث ظهر الفن الكلاسيكي الجديد وتعتبر بدياته رد فعل لتلقائية الروكوكو .[2]
ومن أهم القواعد ، والقيود التي تعرضها الكلاسيكية الجديدة على اتباعها ، وتلزمهم تطبيقها هي ما يلي :-

(1) نبل الموضوع :

يكون الموضوع نبيلا خاليا من العواطف ، حيث يتنازل الموضوع موقفا أسطوريا او يصور الالهه الاغريقية ، او الابطال القدامي ، او الملوك ، غير ان الواقع ، وحياة الناس العاديين البسطاء تمثل خروجا عن نبل الموضوع الكلاسيكي .

(2) تجنيب الجانب العاطفي :

فالكلاسيكية القديمة كالكلاسيكية الجديدة يجب الا تظهر العواطف والانفعالات العنيفة ولا يجوز ان تظهر الوجوه ، وحليها تغيرات الخوف او الفرح أو الجزع أو النشوة ،وانما لابد أن تكون رصينة وقورة هادئة ، وهما يكن تعبير الأجسام عنيفا كما في مشاهدة الحرب ويمنع التصوير مشاهدة العنف ، او القتل ، فلا يجب ان توجد ذراع متبرورة او راس مفصولة عن الجسد ، وما إلى ذلك .

(3) مثالية الهدف :-

وهي تعتبر من الاعمال الفنية من الخلال او العظمة او الجمال ، وفي سبيل ذلك يتم تحوير الطبيعة ، وتحسينها حتى تبدو مثالية ، وقد اتخذوا [3] من مقاييس جسم الإنسان الرياضة فمثل في التماثيل الاغريقية ، والرومانية مثلا اعلي للجمال.

طريقة الرسم

لابد الالتزام بقواعد علم المتطور الهندسي ، التي تجعل الاشياء ، والاشخاص في الصورة بعضها وراء بعض بمنطق سليم فيظهر الكبيرة في المقدمة ، والصغيرة في الخلفية ، وتتجمع الخطوط المحورية للمباني في نقطة زوال الافق .

الظلال والتظليل

الالتزام بالتظليل الذي يعطي الاجسام استدارتها وكتلتها ، وذلك من خلال مصدر ضوئي محدد يدخل على عناصر الصور من احد الجانبين عادة بزاوية قدرها 45 فيضئ الاشكال ويلقي ظلا معتما على نصفها الاخر ، ويتم التظليل بالدرجات الداكنة من نفس اللون .

الاهتمام بالخطوط

فلابد ان يكون الفنان بارعا في الرسم بالخطوط باختبارها اساسا للفن ، اما الالوان فهي امر ثانوي في الدرجة الثانية من الاهمية ، على حين الخطوط المحددة للاشخاص والاشكال يجب ان تكون واضحة ، فهي التي يقوم عليها الفن ، واي خلل فيها يدل على ان الفنان لم يتخطي مرحلة التعليم بعد .[4]

الالتزام بالمنظر المغلق

وهذا يبدو بوضوح في التصوير الكلاسيكي للمناظر الطبيعية ، حيث يتم احترام خطوط الرسم المحدد للاشكال ، والعناصر في العمل الفني على ان تظهر هذه العناصر كاملة داخل اطار الصورة ، ولا يختفي جزء من شجرة او سحابة في السماء ، او أي عنصر مهما يكن الاطبقا لمتطلبات التكوين الخطي الذي يكون مجتمعا كله داخل الاطار وتستمر القيود والتقاليد التي تناول ادق التفاصيل حتى تصل إلى تحديد مجموعة الالوان التي تستخدم في التصوير ، وطريقة وضعها على اللوحة ، وايهما يجوز استخدامه في مقدمة اللوحة وايهما الذي يستخدم في خلفيتها ،ثم طرق توزيع العناصر الرئيسية والعناصر الثانوية وما إلى ذلك .
وتزعم هذه المدرسة الفنان ” جاك لويس وافيد ” ومن بعده ” جرو ” ثم ” انجر ” الذي كان يؤمن بالحط ايمانا راسخا ، ويعتبره قادرا وحده [5]على اخطاء الاحساس بالاستدارة والحجم دون افراط في التظليل او التلوين .

الروماتيكية Romanantic

نشأ الفن الروماتيكي للتأكد على التعبير من العاطفة ، والمشاعر والخيال والشورة على الكلاسيكية الجديدة في شكل الرومانيتكية وتميزت الرومانسية بظهور نوع من الانفعالات لم تظهر في الترعة الكلاسيكية الجديدة ، التي تجد انعدام الحركة في تعبيراتها بينما نلاحظ ان الفن الرومانيتكي ملئ بالخطوط المنحنية [6] فضلا عن تناول الموضوعات ولقد انتشرت تلك الحركة الفنية بسرعة مذهلة في ميدان التصوير في البلاد الأوروبية التي قل فيها سطوة الفن الكلاسيكي ، وتجنب الجانب العاطفي ، والاهتمام بالتعبير عن العواطف واصبحت الحركات اشد عنفا والابطال اعظم بطولة والنساء اروع فتنة وجمالا حيث انها المدرسة التي تنالغ في اظهار العواطف والانفعالات والمواقف الجانبية وفيما يتعلق بالشكل فقد استبدلت طرق الخطوط ورصانتها بالالوان الزاهية الواقعية .[7]
وقد تزمم هذه الثورة الاولي الفنان ” جيرويكو ” فهاجمه النقاد ، وضيقوا عليه الخناق حتى اجبروه على الاختزال ، والهجرة إلى انجلترا ، بينما نجد ” اوجين ديلاكروا “يمثل النزعة الروماتيكية في فرنسا بلا منازع [8] وهو احد الرواد اللذين حرروا الحركة الفنية من جمود الكلاسيكية ، وسار بها إلى الامام شوطا ، وجعل اللون ادته المباشرة في خلق الشكل الفني واختار بطولات من احداث عصره فكانت لوحاته تكتظ بالحياة الزاهية بالالوان والاشخاص وتمتلئ بالحركة والعواطف [9] ومن اهم لوحاته لوحة الحرية تقود الشعب 1830 ولوحة نساء الجزائر وغيرها .
وف هذه الحركة الفنية ، بدأ المصورون يخرجون إلى الخلاء وينقلون ما يشاهدون بالدقة الاكاديمية ، منفعلين بما في الطبيعة من سحر وجمال .

الواقعية :

ظهر المذهب الواقعي في منتصف القرن التاسع عشر كرد فعل للمذهب الروماني الذي ناهضة المذهب الكلاسيكي الجديد [10] حيث انتهجت الواقعية إلى الابتعاد عن جماعة “الكلاسيكية الجديدة ” وخشونتها ، لذلك فان من التصوير في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر اقترب من الواقعية كتطور منطقي للتجارب ، والاتجاهات التي سارت لصفة الاول ، والتي سبق توضيحها حيث ادي تطور الوسائل العلمية في دراسة الطبيعة إلى تطور الوسائل العلمية الحديثة في دراسة الطبيعة إلى تطور في الاتجاه الواقعي في مجال التصوير [11] وقد استناد الاتجاه الواقعي بدون شك من الرومانتيكية حيث الالوان القوية ، ولكنهم اختاروا الالوان البارزة التي تميل إلى الالوان الفضية على خلاف ” ديلالاوا ” الذي استخدم الالوان الدافئة بمشتقاتها [12]
ويعتبر المذهب الواقعي في التصوير هو حلقة الوصل بين الرومانتيكية ، والتأثيرية ، ذلك لان التأثيريين اتخذوا من الواقعية مبدأ لهم في الملحمة الفنية لاعمالهم ومن قبلها كانت تجارب مصوري الطبيعة الرومانتيكية اساسا ، ومنهجا قامت تلك الاعمال التأثيرية مستفيدة من تجديد في اساليب التلوين والصباغة . والفن الواقعي يتمثل في ان الفن يعبر عن الاشياء الواقعية الموجودة بالفعل على اختبار ان كل ما نراه في الواقع جميل [13]
ولقد تجنبت الفن الواقعي الخيال ، والابتكار في موضوعاته ، كما ابتعدت الواقعية عن التعبيرات ، والاراء الرومانسية ، وقد لاقت هذه الافكار استحسان ، واعجاب الطبقة المتوسطة .
ومن اشهر فناني الواقعية ” جو ستاف كوربية ” 1819 – 1877 ، و ” هرتورية دومين ” 1808 – 1879 و” جان فرانسواميلية “.

التأثيرية Impressionism

لقد كانت الواقعية هي المعبر الذي انتقل من فوقه فن التصوير من داخل المرسم إلى الطبيعة والخلاء . ويلاحظ ان كلمةImpressionism تترجم احيانا إلى لغتنا العربية بكلمة (الانطباعية ) ويطلق على اتباعها اسم ” الانطباعيون” كما يمكن ان تطبق على المذهب الفني الذي كانوا اصحابه يملئون عيونهم بالمنظر الذي يشاهدونه ويسجلوه في ذاكرتهم دقائق حتى ” ينطبع في اذهانهم ” ثم يعودون إلى مرسمهم ليسجلوا ” الانطباع “المتبقي لديهم ، ولكنهم سلكوا هذه الاتجاه من حيث انهم يسجلون الاثر المباشر للمنظر على شبكة عيونهم في لحظة خاطفة بذاتها ، ولهذا فان اصطلاح الانطباعية لا يطابق حقيقة هذا الفن ، اما كلمة التأثيرية جاءت نتيجة لاسم لوحة صورها ” كلودمونية ” لشروق الشمس على صفحة الماء ، وسماها ” تأثير ” ورحب الفنانون بهذه التسمية [14] ومن اعماله ايضا لوحة ” القوارب الحمراء ” .
ولقد بدأ مجموعة من هولاء الشباب التأثيريين يهتمون بتأثير العوامل الطبيعية على المرئيات كالضوء ، بعد ان مهدت لهم الاكتشافات العلمية عمليات تحليل الضوء وقد انحصرت طرق الاداء في الحركة التأثيرية بثلاث اساليب هي:-

(1) الطريقة التقسيمية Divisionism
وهي تعني تقسيم الالوان الثلاثية على اللوحة إلى عناصرها الاولية من الاحمر ، والاصفر والازرق على هيئة بقع لونية ، ولا بأس باستعمال الالوان الثانوية .

(2) الطريقة النقطية pointillism

وهى التي تقع بوضع هذه الالوان المنشورية التي نشاهدها قوس قزح إلى جانب بعضها في مساحات الاشكال على هيئة نقط متجاورة ، ويتضح هذا الاسلوب بوضوح في اعمال جورج سواره وبيارو .

(3) الطريقة الضوئية lumierism

تعني دراسة الضوء في اوقات مختلفة لمنظر واحد كما هو قائم بذلك الفنان ” مونية ” [15] والواقع ان التأثيرين كانوا يهدفون إلى البحث عن الحقيقة الغير مرئية باسلوب علمي ،وذلك عن طريقة تحليل ضوء الشمس ، والوان الطيف فتوصلوا إلى ان الوان فهي من نتائجهم ، فالوان المتداخلة والمترجة في تدرج . كانت هي الدليل على مهارة الفنان ، وبراعته ، ولكن اسلوب التأثيرين في وضع الالوان دون مزجها أي منفصلة ، ادي إلى ظهور اثار الفرشاه واضحة على سطح اللوحة ، ومن ثم تنبه بعض الفنانين إلى القيمة التعبيرية التي يمكن ان تتحقق من مجرد التعمد لاظهار اثار حركة الفرشاه ، واتجاهاتها ، فيما يشبة النسيج ، ثم تطور الامر إلى انشاء مستويات (تضاريس ) على سطح اللوحة باستعمال عجائب اللون الغليظة القوام عند استخدام السكين الذي كان مخصصا فيما سبق لتنظيف الالوان ، وكذلك في وضع الالوان على اللوحة بدلا من الفرشاه ، واصبحت هذه التضاريس من العناصر الجمالية التي يهتم بتحقيقها الفنان وتسمي Texture وقد بالغ بعض الفنانيين في استخدام لمسات الفرشاه حتى جعلوها تأخذ شكلا بارزا مثل اعمال الفنان ” فنست فان جوخ ” [16]

ومن أشهر المصورين التأثيرين هم :

1- كلودمونية ( 1840- 1926 ) cloud monet
2- ادوارد مانية ( 1883 -1932 ) Edouard Manet
3-اوحست رنيوار (1841 -1919 ) Augst Renoir
4- كامي بيارو (1903 –camille pissaro ( 1830
5- الفريد سيزي (1839-1899 ) Alfred sisley
6- بول سيزان (1839-1906 )paul cezon
7- ادجارديجا (1834- 1917 ) Edgar Degas
8- فنست فان جوخ ( 1890- 1853 ) Vincent van gogh

التعبيرية Expressionism

من اهم الحركات التحريرية وهي احدي دعائم التي قام عليها الفن الحديث في القرن العشرين وبدأ ظهور التعبيرية كرد فعل لكل من التأثيرية ، والاتجاه الموضعي . [17]
وكانت التعبيرية التي ظهرت في التصوير لونا من الفن يعبر فيه الفنان عن مشاعره الداخلية ، والقيم الروحية [18] عن طريق تحريف الاشكال ، او التأكد على اللون وبذلك تعتبر اللوحة رمزية لتجارب شخصية ، وترجع أهمية الحركة التعبيرية إلى أنها كانت هي الدافعة لكل الاتجاهات الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين ، من حيث الوحشية إلى التكعيبية ، وكانت فلسفة التعبيرية ، هي التعبير عن الأشياء بصيغة عاطفية أي تمثيل الواقع ، وليس نقله ، ومن هنا تجسد الفن في اختيار الاتجاه التعبيري بأنه ليس تمثيل الطبيعة المرئية كما هي ، ولكن تمثيل الانفعالات ، والأحاسيس التي تنبعث من الشاهدة [19] ومن ثم يمكن القول ان التعبرية هي الفن الذي يقوم على الحد من واقعية الاشكال وذلك بتجريفها عن أوضاعها الطبيعية [20] كما تقوم على الالوان التكاملية ، مما يساعد على تألق الفكرة في العمل الفني ، والتعبير عن القوي الانفعالية التي تناسب الالوان التي تساعد على البراز الطابع الانفعالي للصورة .

من اهم مصوري التعبيرية 1- جيمس انور
2- ادوارد مونخ
3- جورج ردوه
4- اميل نولد
5- اوسكار كولوشكا

الوحشية Fauvism (1900- 1910 م)

اشتقت اسم هذه الجماعة من كلمة fauvesلفرنسية ، ومعناها (المتوحشة) ويعبر فنانوا هذه المجموعة من الفرنسيين التابعين للحركة التأثيرية ، وتميزوا بالتطرف في استخدام الالوان متجاوزين في ذلك جميع التقاليد الفنية المتعارف عليها ، [21] وقد اعتبر مجموعة من الشبان ان هذه الحركة هي البداية الحقيقة للفن الحديث ، ولقد تم نضج هذه المدرسة كما يري بعض النقاد عام 1908 ، ولقد تأثرت هذه المدرسة بالفنون الشرقية الاسلامية [22]وتعد زيارة ” ماينس ” لها تأثيرا مباشرا على فنه ، حيث شاهد مجالس الحرث والجواري بالسراويل ، والاقمشة ، والسجاجيد ذات الرسوم الهندسية ، والمتميزة بالوانها الزاهية ، ويعتبر “مانيس ” فرغم هذه الحركة الوحشية ،ويتميز اسلوب ” مانيس ” باستخدام الفرشاه التي تمثل اصابة هدف التعبير ، والاسلوب التعبيري عند مانيس لا يتمثل في العاطفة المتوهجة على الوجه ، والملامح ، أو في الحركة [23] وانما في التكوين الكلي للصورة ، حيث ان لكل شكل في التكوين الفني دور يؤديه ، بحيث ان العمل الفني ينطوي على انسجام جميع العناصر مع بعضها البعض حيث ان الجزء مرتبط بالكل والكل مكون من اجزاء ومن اعماله لوحة ” النافذة المفتوحة ” .
ومن مصوري هذا الاتجاه ” مانيس “، دبراك ” ،فلامنيك ” ،أندرية ديران راؤول دوفي ، البرت ماركية :

التكعيبية :- Culism ( 1908- 1914 م).

ان كلمة التكعيبية هي الاصطلاح الذي اطلق على الثورة الادائية ، والجمالية التي قام بها ” بكياسو ” و “براك ” ولقد تبعتها عدد من الفنانتين المصورين . [24]
ويقال ان ” ماتيس ” هو الذي اطلق هذه التسمية ، عندما شاهد صورا لمكعبات كان يصورها ” براك ” حديثا ، حيث ظهرت بعض المنازل للفلاحين بشكل مكعبات بسيطة صاح قائلا : انظروا إلى المكعبات الصغيرة ، وكان من طبيعة ” ماتيس ” اثيار الخطوط اللينة ، وبعده عن الزوايا الحادة .والتكعيبية من تجريدي ناشئ او مشتقة من الطبيعة بشكل ما ، ولا يحبذ الالوان المتباينة ويحبذا اختيار الزوايا الحادة ، والخطوط المستقيمة بدلا من الخطوط المستديرة التي كانت مرغوبة في فن الوحشية ، ولا شك ان ” سيزان ” كان له اثر واضح كرائد للمدرسة التكعيبية [25]

ومن اهم مصوري التكعبية .

1- بايلوبيكاسو ( 1881-1973 ) poulo Picasso
2- جورج براك ( 1882-1963 ) Georges Braque
3- جوان جري (1887- 1927 ) Juan Gris
4- فرناندليجية (1881-1955) Frenand Leager
5- مارسيك دي شامب ( 1887-1968 ) Marchel duchamp

الحركة المستقبلية Futurism (1909 – 1916 ) .

ظهرت الحركة المستقبلية في ايطاليا قبل الحرب العالمية الاولى بفترة وجيزة ، وكانت متأثرة بالنزعة التكعيبية ( الباريسية ) في بدايتها ، وكانت تهدف إلى رغبة المتقلبون تحت زعامة الشاعر ” ماريني ” Martene بالا يرتبطوا بأي نوع من التقاليد فقد ثاروا بعنف ضد كل انجاه انتج في الماضي .
ومن ابرز مصوريها
( امبرتوبو تشيوني – جينو سيفزيني – جياكومو بالا ).

فن الدار Dadaism ( 1921-1916 ) .

ظهرت الحركة الدادية ” Dadaism” في عدة جماعات – حيث بدأ ظهورها اولا في زيورخ بسويسرا ،في نيويورك ، وباريس ثم استقرت اخيرا في باريس [26] ولدت الحركة الدادية في فبراير عام 1916 في مدينة زيورخ المحايدة حيث كونت جماعة من الادباء ، والفنانين الذين هاجروا إلى سويسرا بسبب قيام الحرب العالمية الاولي ، حركة ثورية فنية مضادة للفن التقليدي المعروف الذي يتميز بالقيم الجمالية فأخرجو أعمال عرفت باسم الداد [27]

ومن اهم المصورون الباديون هما

1- مارسيادي شامب (1887-1968) Marcel Duchamp
2- ماكس ارنست (1897-1876)Max Ernst
ومن أعمال الفنان ” ماكس أرنست ” لوحة (Lange De foyer )
ومن هذه الحركة الطارئة بدأت أول ملامح الفن السريالي [28]

الفن التجريدي (1910 -1920 ) Abstract painting

لفظ تجريدي في الفن التشكيلي المعاصر هي صفة استخلاص الجوهر من الشكل الطبيعي وعرضه في شكل جديد [29]وكان التصوير الحديث في القرن العشرين يتقدم بخطوات ثابتة نحو التجريد منذ مطلع القرن العشرين [30] ولقد بدأت ذلك التغيير منذ عهد سيزان ثم اكمل التجربة التكعيبيون الذين فككوا الاشكال الطبيعية ليعيدوا صياغتها ثانية في اسلوب هندسي جديد ، ومن ذلك نستطيع القول ان كلمة ” تجريد التي اطلقت على هذا النوع من الفن هي لا تعني تمثيل الاشياء كما هي في الطبيعية ولكنه يستخلص عناصر المرئيات ليصور منها شيئا جديدا لا يكاد يميت بصلة إلى الاصل الواقعي [31]
ولذلك أطلق تعبير لا موضوعي Nonobjective على الفن الذي لا يعتمد على الطبيعة

وينقسم الفن التجريدي إلى قسمين :

– التعبيرية التجريدية Abstract Expressionism وتزعمها ” كاندنكسي ” في أوروبا .
– التجريدية الهندسية Geametric Abstraction وتزعمها ” مالفيتش ” في روسيا و “موندريان ” في هولندا .

* الفن السريالي Surrealism ( 1939-1924 )

هي حركة أدبية ، وفنية ، وقد بدأت ملامح هذه الحركة تظهر منذ 1914 ، وأكد ملامحها أبحاث ” فرويد ” في العقل الباطنة ، اما حدودها ومعالمها فقد حددها الاديب الناقد ” برينون ” في بيانه الذي أصدره 1924 من انها تعبر عن خواطر النفس في مجراها الحقيقي دون حجاب من الواقع الاجتماعي ، أو رقابته ومعني ذلك العودة على استعمال الاشكال الطبيعية في ضياغة غير منطقية بالنسبة للعقل الواعي [32] حيث نادوا السر باليون بالتحرر من سيطرة العقل على الخيال ويمكن القول ان الخيال الجامح هو نقطة البداية في السرياليين ، حيث وجد ما في ذلك سلاحا للاحتجاج على المنطقة والواقع [33] ولكي يتمكن هؤلاء من التحرر التام كام عليهم ان يتخلو مرة أخري عن الواقع ، وأن يتخلصوا من رقابة العقل ومن جميع الاوامر الاخلاقية والدينية والجمالية . وان يلجئوا إلى غموض الخيال . وسحر العالم بعيد ومن ذلك نري ان السريالية نجح بين خروج الدادية على حدود المنطقة ، ونزعات العقل الباطنة الكشف عن خبايا وأسرار اللاشعور [34]

وقد اتبع السرياليين طريقتين في الاداء :

الاولي : تعتمد على التجسيم الواقعي الفوتوغرافيا .
الثانية : أشبه بالاسلوب التكعيبي المسطح ذي البعدين ، والاسلوب التجريدي .
وقد كانت هذه الحركة نهائية المطاف للافكار الخلاقة في الفن الحديث [35]
ومن أشهر فناني السريالية :
1- جورجيوني دي شريكو ( 1888-1952) Giorgos De chirico
2- سلفادور دالى (1904-1989) Salvador Dali
ومن أعمال الفنان سلفادور دالى “Galatea of the spheres

الفنان الهولندي رمبـرانـدت

لفنان الهولندي رمبـرانـدت

بورتريه للفنان في سن الثالثة والستين
للفنـان الهولنـدي رمبـرانــدت

____________________

تايتـوس فـي زيّ راهـب
للفنان الهولندي رمبـرانـدت

كان رمبراندت مفتونا كثيرا برسم الأطفال. وقد خصّص العديد من لوحاته لرسمابنه الوحيد تايتوس الذي أتى إلى الحياة بعد وفاة ثلاثة من أبنائه. كانرمبراندت يحيطه بالكثير من العطف والرعاية، خاصّة بعد أن توفّيت والدتهبعد أشهر قليلة من ولادته.
في بعض اللوحات يظهر تايتوس جالسا وهو يقرأ. وفي البعض الآخر وهو يرتديملابس أنيقة وقبّعة وسلسلة من ذهب. وهناك لوحة أخرى ُرسمت له عندما كانتلميذا صغيرا يظهر فيها جالسا إلى طاولة وممسكا بقلم وزجاجة حبر.
في هذه اللوحة نرى تايتوس بعد أن بلغ مرحلة النضوج وقد ارتدى ملابس ثقيلةمن الصوف وغطاء رأس ذا حوافّ عريضة في مشهد مفعم بالتوق والجاذبية. وفيهنلمح ذلك البريق اللوني الأخّاذ الذي يشعّ من رسومات رمبراندت الذي كانبارعا في استخدام الألوان البنّية والداكنة والأضواء الساخنة التي تشعلالأجزاء الباردة من لوحاته بوهج الظلال الأرجوانية والذهبية والصفراء.
رسم رمبراندت هذا البورتريه وهو في أوج شهرته. في تلك الأثناء، كان تايتوسيطمح لأن يصبح رسّاما مثل والده. ويقال انه بدأ فعلا في تعليمه أبجدياتقواعد الرسم. لكن لا ُيعرف على وجه التأكيد ما انتهت إليه تلك المحاولات.
عندما رسم رمبراندت هذا البورتريه كان واضحا انه أصبح مقتصدا في رسممواضيعه الدينية المفضّلة وبات أكثر ميلا لرسم بورتريهات شخصيّة تتّسمبالتأمّل والحميمية.
ملامح وجه تايتوس الوسيم وتعابيره الحالمة وعيناه المسدلتان ووقفتهالتأمّلية تؤشّر إلى أن اللوحة ُرسمت بقدر كبير من الرّقة والحساسيةوالعاطفة. وقد اختار رمبراندت أن يخلع على ابنه هنا هيئة ناسك ايطالي اسمهفرانسيس يقال انه هجر الدنيا وعاش حياة تقشّف وزهد بعد أن وهب نفسه للهوتخلّى عن كلّ ما كان يملكه للفقراء والمحتاجين.
بعد وفاة زوجته، أي والدة تايتوس، وجد رمبراندت بعض العزاء والراحة في كنفخليلته هندريكا التي قامت على رعايته ورعاية ابنه وكانت مثالا في الإخلاصوالوفاء. ويُعتقد أنها الموديل التي استخدمها في رسم لوحته الشهيرةباثشيبا Bathsheba المأخوذة عن قصّة من العهد القديم.
ومنذ سنوات، اكتشف العلماء ما اعتبروه أحد أسرار عبقرية رمبراندت وعظمته.فقد توصّلوا، اعتمادا على تحليل البورتريهات التي رسمها لنفسه أمامالمرآة، إلى أن الرسّام كان مصابا بأعراض الاكستروبيا، وهو اعتلال يصيبالعين وُيعرف عند العامّة بالعين الكسولة. ومن المفارقات الغريبة أن ذلكالعيب أفاد رمبراندت وجعله يرى العالم بشكل مختلف. وبحسب ما يقولهالعلماء، كانت عينه اليسرى ترى بانحراف قدره عشر درجات عن المركز؛ الأمرالذي ساعده على أن يرى الأشياء من حوله بصورة مسطّحة وليس بشكل ثلاثيالأبعاد كما اعتادت أن تراه العين السليمة والمتوازنة.
في العام 1663 ضرب الطاعون هولندا فحصد أرواح عشرات الألوف من الناس وكانمن بين ضحاياه هندريكا الوفية. وبعد ذلك بخمس سنوات عاود الوباء الظهورليخطف معه هذه المرّة روح تايتوس الذي لم يكن قد مضى على زواجه سوى بضعةأشهر. كان عمره آنذاك لا يتجاوز السادسة والعشرين.
وبعد ذلك بأقلّ من عام، أي في الرابع من أكتوبر 1669، توفي رمبراندت بعدأن كانت زوجتاه وجميع أبنائه قد توفّوا. ولم يكن عند سريره في لحظاتهالأخيرة سوى ابنته الوحيدة كورنيليا التي أنجبها من هندريكا.
وقد مات فقيرا معدما ودفن في قبر مجهول بإحدى كنائس امستردام القديمة.
كان رمبراندت بإجماع غالبية النقاد ومؤرّخي الفن ظاهرة استثنائية يندر أنتتكرّر. وقد استقطبت حياته وفنّه اهتمام العديد من الكتّاب وظهر عدد لايحصى من المؤلفات والكتب التي تتحدّث عن مظاهر عبقريّته وعن مكانتهالرائدة في تاريخ الفنّ التشكيلي العالمي.
ويمكن اعتبار رسوماته سجلا مصوّرا عن تاريخ وثقافة هولندا خلال القرن السابع عشر.


Rembrandt, Titus in a Monk’s Habit, 1660

___

الحـَــرَس الليــلـــــي
للفنان الهـولنـدي رمبــرانــدت

هذه اللوحة هي أشهر لوحات رمبـرانــدت
على الإطلاق، بل ويمكن القول إنها من اكبر الأعمال الفنية حجما إذ تبلغ مساحتها أكثر من مائتي قدم.
ومثلما هو الحال مع بقية لوحاته لجأ رمبراندت، هنا أيضا، إلى لعبة الضوء والعتمة لإضفاء شيء من الحركية والدراماتيكية على المشهد.
اللوحة تصوّر مجموعة من الحرس ينتظرون الأوامر من قائدهم لمباشرة دوريّتهم الليلية المعتادة.
ويقال إن رمبراندت كُلّف بإنجاز هذه اللوحة من قبل قائد الحرس الذي يظهرفي منتصف اللوحة معتمرا قبّعة سوداء و “جاكيت” اسود وياقة بيضاء.
تضمّ اللوحة 34 شخصية وهو رقم يندر أن نرى له مثيلا في أيّ عمل تشكيلي آخر.
ويُذكر أن رمبراندت تقاضى على اللوحة مبلغ 16000 غيلدر هولندي وهو مبلغ يعتبر كبيرا جدا في تلك الأيام.
وقد اعتُبرت اللوحة بعد انجازها عملا ثوريا وظلت على الدوام موضع اهتمام كبير من جمهور النقاد والمهتمّين بالفنّ التشكيلي.
فهذا البورتريه الجماعي الذي يُفترض انه يصوّر منظرا ثابتا تحوّل بفضلعبقرية رمبراندت إلى كرنفال صاخب من الضوء والحركة واللون، حيث يختلط فيهضجيج الناس وقرع الطبول بنباح الكلاب وصرخات الأطفال.
بالإضافة إلى الشخصية المركزية في اللوحة، أي قائد الحرس، هناك مساعده الذي يقف إلى جواره متأهّبا وحاملا عتاده.
ثم هناك الفتاة الصغيرة باللباس الأصفر، ويلاحظ أنها ثبّتت في ثوبها دجاجة ميّتة قد تكون شعارا للحرس أو رمزا لشيء ما لا نعرفه.
عندما أتمّ رمبراندت اللوحة كان عليها طبقة كثيفة من الطلاء اللامع.
وعبر العصور التالية قام ذلك الطلاء بمهمّة الدرع الواقي، وبفضله نجتاللوحة من التلف عندما تعرّضت للهجوم مرّتين، الأولى في العام 1975 عندماقام شخص مختلّ عقليا بمهاجمتها بسكّين.
والثانية في العام 1990 إثر قيام رجل معتوه آخر برشّ حامض الاسيد على اللوحة بقصد إتلافها.
ولحسن الحظ تمكن الحرّاس في الحالتين من السيطرة على الرجلين ومنعهما من إتمام مهمّتها.
وقد لحق باللوحة بعض التلفيات والأضرار جرّاء الحادثتين، لكن أمكن إصلاحها وترميمها بطريقة مقنعة نسبيا.
كان رمبراندت مفتونا برسمالظلال الغامض التي تستدعي المشاعر والانفعالات المتناقضة.
وكان يميل إلى استعمال الفرشاة العريضة ورسم مسارات من الألوان المتكسّرةواستخدام السكّين وحتى أصابعه في بعض الأحيان. وهذا ما دفع النقاد إلىوصفه بالمزاجية والخروج عن المألوف.
كان من عادة رمبـرانــدت
أن يرسم على ضوء شمعة بعد أن يحكم إغلاق باب غرفته. وهذا هو السبب في انه أصبح يسمّى في ما بعد بـ “فنّان العتمة”.
استقبلت اللوحة زمن رمبراندت استقبالا جيّدا، ويُذكر في هذا الصدد أنالخطوط الجوّية الهولندية استخدمت هذه اللوحة في أحد إعلاناتها الترويجية.
“الحَرَس الليلي” طافت بالعديد من متاحف العالم الكبرى وهي اليوم من ضمن مقتنيات متحف الناشيونال غاليري في لندن.


Rembrandt, Night Watch, 1642

___________

العــروس اليهـوديـّـة
للفنـان الهولنـدي رمبـرانــدت

رسم رمبراندت هذه اللوحة البديعة بناءً على طلب شخص أرادها أن تكون تذكارا لحفل زواجه.
ومع مرور الأيام اكتسبت اللوحة الكثير من الرواج وأصبحت عنوانا للحميميّة وللعاطفة القويّة التي تربط بين رجل وامرأة.
وقد بلغ من شعبية هذه اللوحة أن فان غوخ أعلن ذات مرّة انه مستعدّ للتنازلعن عشر سنوات من عمره مقابل أن يقف أمام هذه اللوحة لمدّة عشرة أيام كييتملى جمالها ويتمعّن في تفاصيلها وألوانها.
في اللوحة يظهر رجل وهو يربّت على صدر وكتف عروسه الشابّة، في لمسة تفيض بالإحساس بالحماية والعاطفة المتأجّجة.
في المشهد ليس هناك تواصل بين المرأة والرجل من خلال النظر، ربّما لانعقليهما وقلبيهما متّصلان بحميمية وكأنّهما جسد واحد دونما حاجة حتى إلىالكلام.
بعض مؤرّخي الفنّ تحدّثوا عن أسباب انجذاب رمبراندت لرسم لوحات تتضمّن عناصر يهودية.
وقد أرجع بعضهم ذلك إلى أن الفنان كان متعاطفا مع اليهود بسبب الاضطهاد الذي تعرّضوا له.
لكن هناك من يقول إن الفنان إنّما كان يرسم أصدقاءه وجيرانه. وقد قضىرمبراندت جانبا من حياته في الحيّ اليهودي بأمستردام حيث كان يقابل فنانينوتجّارا وأعيانا كانوا ينتمون لطائفة السفارديم، وقد رسم لبعض هؤلاءبورتريهات.
الرجل والمرأة يقفان هنا في غرفة مظلمة، كما أن الخلفية هي الأخرى مظلمةوليس فيها ما يمكن أن يصرف اهتمام الناظر بعيدا عن المنظر الأصلي،باستثناء النباتات الموضوعة في آنية جهة اليمين.
رسم رمبراندت الأيدي بطريقة ناعمة كما أن طريقته في رسم ألوان الثياب والنسيج تضفي على المشهد رونقا ودفئا.
رغم أن رمبراندت كان صديقا مقرّبا من الفيلسوف اليهودي سبينوزا، ورغم انهُعرف بانجذابه للتصوّف اليهودي، فإن بعض النقّاد يشكّكون في صحّة ووجاهةإطلاق أسماء يهودية على بعض لوحاته، ويتساءلون ما إذا كان الأمر مبرّرافعلا.
بل إن هناك من النقّاد من يتساءل ما إذا كان العروسان الظاهران في اللوحة يهوديّين حقا.


Rembrandt, The Jewish Bride, 1662

___________

ارميـا يبكـي دمـار اورشـليـم
للفنـّان الهـولنـدي رمـبـرانـدت

لعبة رمبراندت المفضّلة كانت الضوء والظلّ. وقد كان شغوفا، على نحو خاص،بتصوير المشاعر الداخلية للناس من خلال الجوّ العام والملامح الشخصية.
وأحد الثيمات التي تظهر كثيرا في لوحات هذا الفنّان العظيم هو منظر الفيلسوف المستغرق في التأمّل والعزلة.
في هذه اللوحة رسم رمبراندت النبيّ العبراني ارميا الذي تذكر كتب التاريخ أنه تنبّأ بتدمير أورشليم عاصمة مملكة يهوذا.
وقد تحقّقت نبوءته عندما احتلّ البابليّون بقيادة نبوخذنصّر عاصمة مملكةاليهود الجنوبية في العام 586 قبل الميلاد ثم قاموا بتدمير المدينةوالهيكل وقتل أعداد كبيرة من الناس ونفي العديد من وجهاء المدينة وسكّانهاأسرى وسبايا إلى بابل.
كان ارميا يحذّر قومه اليهود من أن يحلّ بهم العذاب الوشيك نتيجة انغماسهم في الذنوب والمعاصي وبعدهم عن الله وعبادتهم الأصنام.
وعندما تواترت أنباء اقتراب الغزو البابلي تزعّم ارميا الفريق الذي كانيدعو إلى عدم مقاومة قوّات نبوخذنصّر التي كانت متفوّقة عددا وعدّة، وذلكحفاظا على أرواح الناس وتجنّبا لما هو أسوأ.
وكان ارميا يرفض فكرة كانت رائجة في زمانه وهي أن اورشليم والهيكليتمتّعان بقوى سحرية خفيّة نظرا لقداستهما، وأن الله – لهذا السبب – قادرعلى أن يحميهما من الهدم والانتهاك.
لكن الملك والكهّان وجزءا كبيرا من الشعب صمّموا على المقاومة واعتبرواموقف ارميا وأتباعه انهزاميا ووصموهم بالخيانة العظمى. ثم وضع رهنالاعتقال وبقي هناك إلى أن دمّر البابليّون المدينة بالكامل.
قضى ارميا بقيّة حياته باكيا أسفا على دمار اورشليم واستعباد شعبه، وألّف في ما بعد كتابا عن تلك الحادثة أسماه “سفر الأحزان”.
في العصر الذي عاش فيه ارميا كان العبرانيون منقسمين إلى مملكتين: إسرائيلفي الجنوب ويهوذا في الشمال. وكانت المملكتان مجرّد حجرين صغيرين على رقعةصراعات الامبراطوريات الكبرى التي كانت تتنافس في ما بينها آنذاك من أجلالمزيد من التوسّع والنفوذ.
في هذه اللوحة نرى ارميا مسندا رأسه إلى يده علامة الحزن الشديد، بينما يتّكئ مرفقه على مؤلف ضخم ُكتب عليه بأحرف صغيرة: الإنجيل.
وهناك في خلفية المشهد بناء أسطواني الشكل يرجّح أنه معبد سليمان. المكانشبه مظلم إلا من الوهج المنبعث من مباني المدينة المحترقة والذي يغمر وجهالرجل الغارق في الحزن.
واضح أن ارميا اختار أن يلوذ بهذه المنطقة الصخرية المنعزلة كي ينفّس عنأحزانه فيما المدينة تحترق خلفه. وهو هنا لا يبدي أيّ إحساس بالذهول أوالصدمة ربّما لأنه سبق وأن رأى نفس هذا المشهد مرّات عديدة في المنام.
الألوان الداكنة التي استخدمها رمبـرانــدت
بكثافة في رسم عناصر وتفاصيل هذه اللوحة تعزّز الشعور بفداحة الكارثة وعمق المعاناة والألم الدفين المرتسم على ملامح الرجل.


Rembrandt, Jeremiah lamenting the destruction of Jerusalem, 1630

_________________
بورتريه للفنان في سن الثالثة والستين
للفنـان الهولنـدي رمبـرانــدت

يعتبررمبـرانــدت
واحدا من اعظم الفنانين في جميع العصور.
ولد في هولندا في العام 1606 ومات فيها. تخصّص رمبراندت في رسم البورتريه وفي تصوير مشاهد من الإنجيل.
وإلى رمبراندت يعود الفضل في إضفاء لمسة فلسفية على فنّ البورتريه، فقدسبق له وان رسم بورتريه للفيلسوف أرسطو وهو يتأمّل تمثالا نصفيا لهوميروس.
وكل البورتريهات التي رسمها رمبراندت حاول فيها النفاذ إلى العقل الخفيّ للشخص، إلى روحه وشخصيّته الداخلية.
ولوحات رمبراندت لا تعنى بالمتعة الظاهرية إلا بمقدار ما تقود تلك المتعة إلى المعرفة.
وقد ألغى الفنان كل ما كان يهتم به الفنانون الهولنديون الآخرون مما لهعلاقة بحقائق العالم المادي، لكي يوصل إحساسا بالجوانب الروحيةوالسايكولوجية.
وقد كان صديقه الظلام لانه يظهر النفس في حالة عزلة، بينما لم يكن يرى في النور حقيقة بصرية وإن كان يمكن توظيفه في المسرح.
كان رمبراندت يحبّ الألوان الحية مثل الذهبي والبرونزي والبنّي.
ورغم انه رسم بورتريهات عديدة لنفسه (حوالي المائة)، فإنه كان يبدو في كلمنها مختلفا عن الآخر من حيث اللبس والمزاج، وكان يرتدي ملابس غريبة وكأنهيحاول اكتشاف هويّته الحقيقية.
عندما كبر رمبراندت في السنّ رسم لنفسه بورتريها تخلى فيه عن الأقنعةوالثياب الغريبة ليبدو أمام نفسه وأمامنا بهيئته الحقيقية والمجرّدة،وبطريقة من الوضوح والمباشرة قلّ أن نجد لها مثيلا في تاريخ الفن.
في هذا البورتريه الجميل والمعبّر لا ننظر إلى مجرّد لوحة وانما نلتقيبرمبراندت نفسه: الوهج الخفيف للصورة والنور الذي يملأ وجه الفنان المسنّوفخامة الملابس التي يرتديها وطريقة الوقوف التي يجللها الكبرياء، والرأسالمائل باتجاه الناظر وكأنه يخفي داخل نفسه ألما عظيما.
الصورة توصل إحساسا بالحزن الدفين، رغم أننا لا نعرف الكثير عن حياة رمبراندت.
غير أننا نعرف انه عانى من الإفلاس في نهايات حياته، بعد النجاح الساحق الذي حقّقه.
وفي هذا الوقت بالذات، كان الفنان قد فقد كل من كان يحبّهم باستثناء يبدوالفنان مملوءا بالكبرياء والأنفة رغم المعاناة الواضحة على ملامحه، وهويبدو هنا إنسانا اكثر من كونه فنانا، وهذا ما جعل هذه التحفة الفنيةالفريدة تعيش في الذاكرة كل هذا الزمن الطويل.


Van Rijn Rembrandt, Self-portrait at the age of 63, 1669

من أشعار أحمد مطر

من أشعار أحمد مطر

يسقط الوطن – شعر : أحمد مطر

أبي الوطن
أمي الوطن
رائدنا حب الوطن
نموت كي يحيا الوطن
يا سيدي انفلقت حتى لم يعد
للفلق في رأسي وطن
ولم يعد لدى الوطن
من وطن يؤويه في هذا الوطن
أي وطن؟
الوطن المنفي..
أم الوطن؟! أم الرهين الممتهن؟
أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كيف يموت ميت ؟
وكيف يحيا من أندفن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كلا .. سلمت للوطن !
خذه .. وأعطني به
صوتاً أسميه الوطن
ثقباً بلا شمع أسميه الوطن
قطرة أحساس أسميها الوطن
كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن
يا سيدي خذه بلا شيء
فقط
خلصني من هذا الوطن
* * *
أبي الوطن
أمي الوطن
أنت يتيم أبشع اليتم إذن
ابي الوطن
أمي الوطن
لا أمك أحتوتك بالحضن
ولا أبوك حن!
ابي الوطن
أمي الوطن
أبوك ملعون
وملعون أبو هذا الوطن!
* * *
نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن ؟
لابن زنى
يهتكه .. ثم يقاضيه الثمن ؟!
لمن؟
لإثنين وعشرين وباء مزمناً
لمن؟
لإثنين وعشرين لقيطاً
يتهمون الله بالكفر وإشعال الفتن
ويختمون بيته بالشمع
حتى يرعوي عن غيه
ويطلب الغفران من عند الوثن؟!
تف على هذا الوطن!
وألف تف مرة أخرى!
على هذا الوطن
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن !
من بعدنا تبقى الدواب والدمن
نحن الوطن !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!

لافتة .. على باب القيامة – شعر : أحمد مطر

بَكى مِن قَهْريَ القَهرُ
وأشفَقَ مِن فَمي المُرُّ
وَسالَ الجَمْرُ في نَفْسي
فأحرَقَ نَفسَهُ الجَمرُ!
بِكُلِّ خَلِيَّةٍ مِنّي
لأهلِ الجَوْرِ مَحرقَةُ ُ
تُزمجرُ : مِن هُنا مَرّوا.
وإنّي صابِرٌ دَوماً على بَلوايَ
لَمْ تَطرُقْ فَمي شكوايَ
لَو لَمْ يَستَقِلْ مِن صَبْريَ الصَّبْرُ!
وَلَستُ ألومُهُ أبَداً فَرُبَّ خِيانَةٍ عُذرُ!
أَيُسلِمُ ذَقْنَ حِكمَته
لِكَيْ يَلهو بِها غِرُّ؟!
أيأمُلُ في جَنَى بَذْرٍ
تُرابُ حُقولِهِ صَخْرُ؟!
أُعيذُ الصَّبرَ أن يُبلي
ذُبالَةَ قَلبهِ مِثلي
لِلَيْلٍ مالَهُ فَجْرُ!
***
أُشاغِلُ قَسْوَةَ الآلامِ:
ما الضَيْرُ؟
سَتصحو أُمَّتي يَوماً
وِعُمْري دُونَ صَحْوَتِها هُوَ النَّذْرُ.
فتَضْحَكُ دَورةُ الأيّامِ:
كَمْ دَهْراً سَيْبلُغُ عِندَكَ العُمْرُ؟!
أَدِرْ عَيْنَيكَ..
هَل في مَن تَرى بَشَرُ ُ؟
وَهَلْ في ما تَرى بِشْرُ؟
بِلادُك هذِه أطمارُ شَحّاذٍ
تُؤلّفُها رِقاعُ ُ ما لَها حَصْرُ.
تَوَلَّتْ أمرَها إِبرٌ
تَدورُ بِكَف رقّاعٍ
يَدورُ بأمرِهِ الأمرُ.
وما من رُقعَةٍ إلاّ وَتَزعُمُ أنَّها قُطْرُ!
وفيها الشّعبُ مَطروحٌ على رُتَبٍ
بِلا سَبَبٍ
ومقسومُ ُ إلى شُعَب
لِيَضرِبَ عَمْرَها زَيدُ ُ
ويَضَرِبَ زَيْدَها عَمْرو.
مَلايين مِنَ الأصفارِ
يَغرَقُ وَسْطَها البَحْرُ..
وَحاصِلُ جَمْعِها: صِفْرُ!
***
ألوذُ بِصَدْرِ أبياتي
وأُطمعُها وأُطمِعُني
بأنَّ أَتِيَّها الآتي
سَيَهدِمُ ما بَنى المَكرُ
فَيثأرَ بائِسٌ ويَثورَ مُعْتَرُّ.
وَأنَّ سَماءَها لا بُدَّ أن تبكي
لِيَضحَكَ للثَّرى ثَغْرُ.
تَقولُ: اصبِرْ على المَوتى
إلى أن يَبدأَ الحَشْرُ.
فلا عِندي عَصا موسى
وِلا في طَوْعِيَ السِّحْرُ.
سَماؤكَ كُلها أطباقُ أسْمَنْتٍ
فلا رَعْدٌ ولا بَرقٌ ولا قَطْرُ.
وَأرضُك كُلُّها أطباقُ أسْفَلْتٍ
فلا شَجرٌ ولا ماءٌ ولا طَيرُ.
فَماذا يَصنَعُ الشِّعرُ؟!
دَعِ المَوتى
ولا تُشغَلْ بِهَمِّ الدَّفنِ إذ يَبدو
لِعَيْنكَ أنَّهُم كُثْرُ..
بلادُك كُلُّها قَبْرُ!
***
لَقَد كَفَّرتَ إيماني
فَكَفِّرْ مَرَّة يا شَعبُ عن ذَنبي
عَسى أن يُؤمِنَ الكُفرُ!
وقَد خَيَّبتَ آمالي
فَخَيِّبْ خَيْبَتي يَوماً
وقُّلْ لِلشِّعرِ ماذا يَصنَعُ الشِّعرُ:
أنَسألُ عَن عَصا موسى…
وَطَوْعُ يميِننا قَلَمٌ؟!
أنَطلُبُ سِحْرَ سَحّارٍ..
وَمِلءُ دَواتِنا حِبرُ؟!
زَمانُ الشِّعرِ لا يَجتازُهُ زَمَنُ ُ
وَسِرُّ الشِّعرِ ليسَ يُحيطُهُ سِرُّ.
فَرُبَّ عِبارَة عَبَرَتْ
وضاق بِحَمْلِها سفْرُ!
وَرُبَّ هُنيْهَةٍ هانَتْ
وفي أحشائها دَهْرُ!
لَدَى خَلْقِ القَصيدَة تُخلَقُ الدُنيا
وفي نَشْر القَصيدَة يَبدأُ النَّشْرُ!
سَيَنبَعُ هاهُنا حُرٌّ
ويَنبِضُ ها هُنا حُرٌّ
ويَسطَعُ ها هُنا حُرُّ.
وَتُشرِقُ ثُلَّةُ الأحرارِ كالأسحارِ
تَحفِرُ في جِدارِ اللّيْلِ بالأظفارِ
حَتّى يُبهَتَ الحَفْرُ.
فَتَطلُعُ طَلعَةُ الآفاقِ مِن أعماق بُرقُعِها
وَيَهتِفُ ضِحْكُ أدمُعِها:
سَلاماً.. أيُّها الفَجْرُ !
.

قفوا ضدي ..! – شعر : أحمد مطر

قِفـوا ضِـدّي .
دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
سِوى وَرْدي !
فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
بِقَدْح زنادها ناري . وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
***
قِفـوا …
لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.
مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى
أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟
أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّ
بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،
لَم أَبلُغْ بها قَصْـدي .
أُحرّكُها إلى اليُمنى
فألقاها على اليُسرى
وتَجمعُ نَفسَها دُوني
فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
وَما ضيري ؟
أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي
سَأبقى واحِداً.. وَحْـدي !
***
فَمي أَضناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .
بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ
قِفوا ضِـدّي .
دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي
لِما يُجـدي .
فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي
فلن تَلقى لَها جَـدوى
سِوى الإعراضِ والصَدِّ
مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .
***
قِفـوا ضِـدّي .
أنا حُـرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ
مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .
خُـذوا أوراق إثباتي .
خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ
أَخجَلتْ ذاتي .
سَفَحتُ العُمْـرَ
أُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها
وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها
مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القـردِ !
خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .
خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها
مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!
خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّي
خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري
كسكّينٍ على خَـدّي .
خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ
عَن عَيني وَعَن أُذُني ..
أَنَا ابنُ الغَيمِ
لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .
قِفـُوا ضِـدّي ..
كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .
وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .
كَفاني بَعدَكمْ أنّي
بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .
فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!

القتيل المقتول – شعر : أحمد مطر

بينَ بيـنْ .
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ .
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
أيـنَ يمضـي ؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ
ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ . مَنحـو جُثّتَـهُ عضـويّةَ الحِـزْبِ
فَناحَـت أُمُّـهُ : و ا حَـرَّ قلبي
قَتَـلَ الحاكِـمُ طِفْلـي
مَرّتيـنْ !

المستقل – شعر : أحمد مطر

يَدرجُ النَّملُ إلى الشُّغْلِ
بِخُطْواتٍ دؤوبَهْ
مُخلصَ النِّيةِ
لا يَعملُ درءاً لعقابٍ
أو لتحصيلِ مَثوبَهْ
جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ .
وَهْوَ يَبني بَيتَهُ شِبراً فَشِبراً
فإذا لاحَ لَهُ نَقصٌ
مضى يُصِلحُ في الحالِ عُيوبَهْ .
وَبصبرٍ يَجمعُ الزّادَ
ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ . وَهْوَ مَفطورٌ على السَّلْمِ
ولكنْ
عِندما يَدهَمُهُ العُدوانُ
لا يُوكِلُ لِلغيرِ حُروبَهْ .
بعنادِ النَّملِ
يكتَظُّ فؤادُ اليأسِ باليأسِ
وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ
***
أيُّها النَّملُ لَكَ المَجْدُ
ودامَتْ لَكَ رُوحٌ
لم تَصِلْها أبداً عَدْوى العُروبَهْ !

أحبك ..!! – شعر : أحمد مطر

يا وَطَـني
ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي.
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي ! وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي
مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !

مواطن نموذجي .. – شعر : أحمد مطر

يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
لا عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني – حسْبَ قوانينِ البلَدْ –
بِلا عُقـدْ :
إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـا يَ رَمَـدْ
**
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ ( لا أحَـدْ ) !

Previous Older Entries Next Newer Entries