رحلة البحث عن مصر بقلم محمد خطاب

 طالت مرحلة المخاض والانتقال بين مرحلة الثورة 25يناير وما بعد الثورة أو مرحلة الإصلاح الفعلي ، وهي أهم و أخطر المراحل يعقبها مرحلة النهضة الحقيقية لا نهضة مزيفة كما أوهمنا النظام البائد .الوضع الحالي لمصر مخيف فالشارع أصبح مرتعا للبلطجية و قطاع الطرق و المصالح الحكومية تعاني الاضطرابات والمصانع أيضا ، هيبة الدولة مفقودة ، المخزون من الحبوب يتناقص ، السوق منفلت و الأسعار ارتفع سقفها جدا ، الموصلات الداخلية أصيبت بالشلل نتيجة إضراب أصحاب الميكروباصات طمعا في زيادة سعر المواصلات ، الكل مضرب ، والكل حانق . أضف الي ذلك الأحداث الطائفية التي يحركها عضو الحزب الجمهوري و السلفية التي خرجت من القمقم ولم تعد تبالي بأمن البلاد ، والدولة تواجه الإضرابات بالوعود حتى أصبحت الوعود اكبر من طاقتها ، والمسكنات لا تعالج الجروح المتقيحة . بين كل هذا وذاك مصر تضيع من بين أيدينا ، والوضع يؤكد أننا سنستبدل ديكتاتورا بديكتاتور ، فالشعب الذي غيب تماما عن العمل السياسي لعقود ممتدة و سلبت إرادته في الاختيار لن يستطيع النهوض والاختيار وسط صراخ وعويل ينتاب الشارع المصري ، ودون حكمة سياسية لإدارة البلاد ،نريد الدولة الرشيدة القادرة علي لملمة أبناءها من العلماء و أصحاب الخبرات ، نريد الدولة التي تحتضن عقولها المهاجرة وتوفر لهم كل السبل للنهوض التعليمي و العلمي والزراعي والاقتصادي ، يجب أن توضع إستراتيجية أو خارطة طريق بالتشاور مع كل فئات المجتمع أصاب الهم الحقيقي للخروج من النفق المظلم حتى نستعيد مصر مرة أخري .

 مصراوي

الاهرام

مجلة الديوان


الكره المقدس في كرة القدم المصرية – محمد خطاب


غريب أمر كرة القدم رغم إنها اللعبة الأجمل و الأمتع التي تأخذ الملايين في ركابها ، إلا انه في عالم كرة القدم التعصب جاثم علي القلوب و يعمي البصر والبصيرة ، في عالم كرة القدم أنت لا تري سوي لون فانلتك فقط ، و إذا رأيت غيرها فأنت خائن أو عميل تستوجب إقامة الحد !!

عرفنا في التعصب درجات لكن ما يحدث من كره مقدس ممنهج من جانب محافظة الإسماعيلية نحو الأهلي هو الأغرب في التاريخ الكروي المصري ، مصر التي لم تعرف التعصب طوال تاريخها في أمور السياسة أو الدين نتيجة التجانس العرقي ، عرفت الحقد والطائفية في كرة القدم ، إذا سألت أبناء مدينة الإسماعيلية لماذا تكرهون الأهلي يسردون عليك الآلاف الأسباب التي ما إن تفند إحداها إلا وتجده ابتكر لك غيرها ، اسأل حتى الأطفال في الإسماعيلية ستجدهم يرددون نفس الكلام عن أيام النكسة وعدم استضافة الأهلي لهم والتي تحدث فيها أبناء الإسماعيلية من اللاعبين الشهود علي الواقعة وبرئوا ذمة الأهلي منها إلا أنهم يرددونها كأن إنكارها سببا وجيها للتمسك بها وكأنه هولوكست الإسماعيلية الذي لا يقبل التشكيك فيه .


يغذي تلك الأساطير الإعلام الرياضي الذي يرددها بدون عقل أو وعي ، وهو إعلام قائم علي المجاملات ويتميز معظم من يقدموا برامجه بالنرجسية وعدم الوعي بدور الإعلام ، فقاموا بلقاءات مع الجماهير في شوارع الإسماعيلية وتركوا (أطفال ،شيوخ ، أولاد ، بنات ) يطلقون العنان لألسنتهم في الشتم و السباب مما زاد الطين بلل ، رغم انه هناك تناحر بين الأهلي والزمالك ووجودهم في بقعة رياضية واحدة ، لا يوجد نفس التعصب والكره ربما لان الأسر المصرية جميعا تنقسم لأهلي و زمالك ، مما يهدأ من حدة التعصب قليلا . لكن الأمر مختلف في مدينة تجمع علي الكره وتورثه لأطفالها ، وهي حالة جديرة بالدراسة ، و السؤال الذي يحث عن إجابة هو ، لماذا يكره أهل الإسماعيلية الأهلي بهذا الشكل ؟!

 دنيا الوطن

ألمصري اليوم